أكّد رئيس بلديّة طرابلس، رياض يمق، أنّ "طرابلس مدينة العيش المشترك وعاصمة ثانية للبنان وعاصمة الشّمال اللّبناني، وهي لكلّ أبناء لبنان بكلّ طوائفه مسلمين ومسيحين ولا تفرّق بين دين أو طائفة، ودائمًا كانت ولا تزال أمّ الفقير".
ولفت، خلال لقائه في مكتبه، منسّق اللّجنة التّحضيريّة في "التيار العربي المقاوم" الشيخ عبدالسلام الحراش، على رأس وفد، إلى أنّ "بعض الإعلام والمغرضين حاولوا تشويه صورتها وشيطنتها ونعتها تارةً بالتطرّف وأخرى بالإرهاب، كما حاول البعض التّغرير بشبابها نتيجة الجوع والفقر ورمى بهم إلى الموت أو السّجن في ساحات عربيّة لاسيّما في العراق وسوريا، والحمد لله لن يتمكّنوا من تشويه صورتها أو تغيير واقعها".
وأشار يمق إلى أنّ "بلدية طرابلس تسعى جاهدة لتلبية احتياجات المدينة، لجهة العمل البلدي بالإمكانيّات المتوفّرة، ومنذ استلامنا رئاسة البلديّة كنّا إلى جانب أهلها وعلى مسافة واحدة من كلّ قياداتها وفاعليّاتها، والتزامنا بالاعتدال كان سببًا بحرق البلديّة ومحاولة تعطيل دورها، من قِبل مدسوسين". وركّز على أنّ "للأسف إلى الآن ورغم الدّعوى أمام القضاء، لم يتمّ كشف هويّة الفاعلين ومعاقبتهم، وهنا نحمّل الدّولة ووزارة الداخلية والبلديات المسؤوليّة "، داعيًا الجميع إلى "التّكاتف والتّكامل والتّعاون لما فيه مصلحة طرابلس وأهلها".
من جهته، شدّد الحراش على أنّ "طرابلس هي قلعة المسلمين والمسيحيّين وهي حصن الفقراء والموجوعين، فلا توجد فيها محاور بل محور السّلام لكلّ أبنائها، وستبقى مدينة العلم والعلماء وطرابلس الشّام، ولا يستطيع أحد تشويه صورتها وتاريخها ولا شيطنة أهلها، ونحن من يصنّف التطرف والمتطرّفين".
وأطلق نداءً إلى مفتي العراق محمد مهدي الصميدعي، دعاه فيه إلى "سؤال الأمن العراقي عن مصير شبابنا الطرابلسي في العراق، إذ نطالب السلطات العراقية بإعادتهم إلى لبنان أحيانًا أو أمواتًا". وتوجّه إلى المدير العام للأمن العام اللّواء عباس ابراهيم، عشيّة مغادرته إلى العراق، بالقول: "إنّهم مواطنوك شَوّهت صورتهم وسائل الإعلام، ونحن نعلم ما أحاط بهذا الملف وأنتم تعلمون أنّنا نعلم، لذلك هم أولى بالمتابعة وأنتم مشهود لكم بالإنسانيّة، وأمّهاتهم ينتظرن على رصيف الأحزان ونحن ننتظر أيضًا جلاء الغموض عن هذه القضيّة، وإلّا سنجعلها برسم اللّبنانيّين لاسيّما أهلنا في طرابلس". وأوضح أنّ "الإرهابي هو من غرّر بهم ونقلهم على طول الجغرافيا السّوريّة إلى العراق، ولن نقفل هذا الملف حتّى الوصول إلى خواتيمه".